
استكمالا للمقالة السابقة[1]،
نواصل عرض الجهود التي عنيت بالشعر النبطي في قطر، وستتناول هذه المقالة جهود
الإعلام بوسائلها المتعددة ، كما سنعرج على جهود المراكز الثقافية
ثانيا : وسائل
الإعلام :سنعرض
هنا لوسائل الإعلام المعروفة الإذاعة ، والتلفزة ، والصحف والمجلات .
أ- البرامج
الإذاعية والمتلفزة :
اهتمت دولة قطر بتراثها الشعبي، وأعدت برامج
من خلال الإذاعة والتلفاز، واختصت كثير من برامجها بالشعر النبطي، من خلال استضافة
شعراء، أو الاستماع لأشعارهم، أو تقديم تقارير، وحلقات حول الشعراء، أو تقديم
قصائد نبطية لشعراء قطر القدامى والمحدثين.
كان هناك نوعان من البرامج: برامج اختصت
بتقديم الشعر النبطي وشعرائه، والنوع الثاني: كانت تراثية الطابع، وتقدم في جزء من
حلقات برامجها شاعرا أو قصائد، كما أن الاهتمام بالشعر النبطي، والتراث الشعبي
عامة، كان توجها ملموسا في برامج الإذاعة والتلفاز، فبلغ الشأن بهذا الاهتمام ألّا
يكون قاصرا على تراث قطر وشعرها، بل هناك برامج غطت التراث والشعر الشعبي في منطقة
الخليج العربي.

قدّم تلفاز دولة قطر كذلك العديد من البرامج
التي اهتمت بالشعر النبطي والشعراء . وكما قلنا كان منها ما هو مختص بالشعر النبطي
، ومنها ما كان الشعر جزءا من حلقات برامجه التراثية . وهذا يدل على مكانة الشعر
التي لا تفارق وجدان الشعب وتراثه.


ب- الصحف
والمجلات :
شكلت الصحافة الخليجية عاملا مهما في نشر
القصائد النبطية من خلال صفحات شعبية ضمن جرائدها اليومية منذ سبعينيات القرن
الماضي وحتى الآن ، وكانت تلقى قبولا كبيرا عند الشعراء والمتلقين على حد السواء،
و" أول مجلة تخصص صفحات للشعر النبطي هي مجلة عالم الفن الكويتية سنة1973م ،
وأول جريدة خصصت صفحة كاملة للشعر النبطي هي جريدة السياسة الكويتية "[6].
كان لقطر ولازال صحافتها التي عنيت بهذا
الموروث الشعبي ، الذي ظلّ يعبر عن وجدان الشعب ،وحياته وآلامه ، وآماله ، فكانت
الصحف منذ نشأتها تولي هذا الشعر اهتمامها ، من خلال صفحة شعبية خاصة ،والتي بدأت
بمجلة العهد ، ومجلة الخليج الجديد القطريتين .من أشهر الذين أشرفوا على هذه الصفحات
الأستاذ محمد إبراهيم الشاعر، و الشاعر عبدالله الغالي المري، والشاعر حمد بن محسن
النعيمي ، حيث أشرف الأخير على الصفحة الشعبية في أكثر من جريدة قطرية منها الشرق
والراية ، وهناك الشاعر فالح العجلان الهاجري [7]
الذي أشرف على صفحة دوحة الشعر في جريدة الوطن ،وأشرف الشاعر جاسم محمد همام على
ملحق( قصائد) ، وزميله الشاعر عبدالله مرسل على ملحق قوافي في جريدة الراية في
بداية هذه الألفية الثانية الميلادية. ومن بعض عناوين هذه الصفحات في سنة16 20م،
الأسماء التالية :

-صفحة (منتدى
الشعراء) ، جريدة الوطن القطرية ، يديرها الشاعر الشاب جابر بن حوبان المري .
- صفحة (ملفى
القصيد) ، جريدة العرب القطرية ، يديرها الشاعر الشاب محمد راشد المناعي .
ومن الملاحق التي عنيت بالشعر النبطي كذلك ملحق مزون ،وهو من إصدار جريدة الشرق القطرية ، وأدار
الملحق الشاعر راضي الهاجري.
المجلات القطرية التي اهتمت بتقديم الشعر
النبطي شعرا وشعراء ، ومقالات ، وتقارير ، هما مجلتا بروق ، و الريان ، وكلاهما
مجلتان أدبيتان ثقافيتان عامتان ، ولكنها تُولي الشعر النبطي والتراث الشعبي عناية
خاصة في صفحاتهما. فمجلة بروق أٌصْدِرت عام
2003 م ، ومجلة الريان أُصدِرت
عام 2008م ،وهناك مقال شبه دوري للأستاذ
محمد يعقوب
اليوسف في مجلة الريان بعنوان قراءة في قصيدة ، ويتناول فيها إحدى القصائد
بالتحليل ولكن غالبا ما يكون تحليله قائما على شرح ووصف لأبيات القصيدة ، دون تعمق.
ثالثا-
المؤسسات الثقافية :
1-وزارة
الثقافة والرياضة:
أشرفت وزارة
الثقافة القطرية على إصدار مجموعة من الدواوين، حيث قامت وحدة التوثيق والتحقيق في
قسم الدراسات والبحوث، على إنجاز العديد من الدواوين منها: ديوان ابن فرحان عام
1980م ،وديوان آل عفيشة عام1990م ديوان الكبيسي ، ديوان ابن سبيت عام 1993، ديوان
خالد بن معجب الهاجري1995م، والديوان الشعبي عام 2005م، وديوان صالح بن سلطان
الكواري عام 2013م.وضمن مهرجان الدوحة الثقافي الذي كانت تقيمه الوزارة أنجزت بعض
المطبوعات منها مختارات ابن عفيشة عام 2008م .


أنشأت الوزارة نفسها مركزا للشعر أسمته
ديوان العرب في شهر سبتمبر عام 2016 ، وأول مشاركاته الخارجية ، كانت في مهرجان
الجنادرية الحادي والثلاثين في المملكة العربية السعودية عام 2017م. أما حفل تدشين
هذا المركز فكان في نهاية شهر مارس من العام نفسه.
قدّمت الوزارة الشعر النبطي القطري خارج
الدولة من خلال المؤتمرات والمهرجانات المختلفة في الدول الخليجية والعربية ضمن
التعاون من خلال بحوث باحثيها ، وأمسيات شعرية لشعرائها في تلك المحافل.


هذه أهم الجهود التي قُدِّمت لخدمة الشعر
النبطي في قطر ، حيث اهتمت بتقديم الشعراء الفحول كما كان في برامج الشعر الإذاعية
والمتلفزة ولاسيما في مرحلة السبعينيات
حتى التسعينيات في القرن العشرين الميلادي ، وكذلك كان دور الصحافة إذ اعتنت
بتقديم نماذج شعرية أصيلة ، كما شجّعت الشعراء الشباب على تقديم إبداعاتهم
الشعرية، بل وأعطت الفرصة لهم للإشراف على تلك الصفحات ، ومع التقدم العلمي في
وسائل الإعلام ، صارت الوسائل متعددة ومتنوعة ، مما فتح المجال لدخول الكثير من
الشعراء ، وإبرازهم ، كما كان للمراكز الثقافية دور في تحريك الساحة الشعرية وتنوع
التناول فيها ،من خلال الأمسيات ، والندوات وغيرها.
نلتقي مع الجزء الثالث ...
[1] نشرت المقالة الأولى في مجلة
بروق ، ع146.يونيو 2017.ص ص 73-75
[2] الفياض ، عبدالله :
"الجهود السنية في جمع المأثورات الشعبية القطرية ".مجلة المأثورات
الشعبية .وزارة الثقافة والفنون والتراث. الدوحة.قطرع75.يوليو2011م . ص 84
[3] لقاء مع الشاعر خالد البوعنين
.مجلة الريان http://www.alrayyanmagazine.qa/awzan/Pages/ تاريخ الدخول الخميس 23 فبراير 2017م
[6] السعيد، طلال: الشعر النبطي
أصوله-فنونه- تطوره. منشورات ذات السلاسل. الكويت. الكويت .د.ط 1981 م، ص 117
[7] للاستزادة حول موضوع الصحافة
الشعبية ، ينظر : " الساحة الشعبية القطرية" .موقع وكالة أنباء الشعر . http://alapn.com/ar/news.php?cat=11&id=2376 . تاريخ الدخول الاثنين 13 فبراير 2017
[9] موقع مجلس الشعر على الشبكة
العنكبوتية : http://www.katara.net/ar/Communities/poet-majles . تاريخ الدخول السبت 11 فبراير 2017
[10] تقرير . مجلة العرب القطرية
على محرك البحث : http://alarab.qa/story/288590/3-%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%80-%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1 ،
تاريخ الدخول السبت 11 فبراير 2017م