الأحد، 29 مايو 2016

الرجل في شعر المرأة البدوية ( الموضوع والدلالة)

       تعكس حياة البادية سبل التفاعل البشري لساكنيها ، فتظهر محاولات التكيّف معها من خلال الترحال والتنقل ، ومواجهة الغزو في أصعب الأمور ، التي تبدو نسيجا طبيعيا لتلك الحياة . وتعد المرأة المكمل لحياة الرجل الذي تدور حوله مفاهيم الشجاعة والقوة والصبر والحماية، والمرأة تعزز هذا الوجود بالدعم وتهيئة أسباب المعيشة اليومية .
        حياة الأمم مهما صغرت أو عظمت فهي تتشكل من جانب مادي، وجانب غير مادي ثقافي أدبي ،يعكس حضارتها وتاريخ تواجدها ويسجل أيامها ويسطر مجدها إن كان .فكانت هناك الكثير من الدراسات الأنثروبولوجية والتاريخية السياسية والجغرافية التي تعقّبت الحياة في شبه الجزيرة العربية، وهناك بجوار تلك الدراسات دراسات أدبية تناولت الأدب الشعبي قصصه وقصائده.
         من خلال الاطلاع على تلك المرويات الشعرية والحكايات الشعبية، كان هناك تواجد لحضور المرأة في القصص والشعر على حد السواء، وربما في كثير من الأحايين كانت القصص والأشعار تأتي سويا . تسعى هذه الدراسة إلى دراسة شعر المرأة ضمن ما توفر من كتب فجاء عنوان البحث ((الرجل في شعر المرأة البدوية الموضوع والدلالة)).
          وقف البحث على دراسات سابقة من أهمها :
-          المرأة في نجد : للدكتورة دلال الحربي ، درست المرأة وأوضاعها في نجد 1787-1932، وقدمت الدراسة صورة شاملة للمرأة البدوية والحضرية من جانب اجتماعي ، وتعقب تاريخي.
-          نجد قبل النفط، دراسة في سسيولوجيا الحكايات الشعبية ، لبدرية البشر ، قدمت دراسة حول الحكايات الشعبية من خلال رصدها في كتاب عبدالكريم الجيهمان عن الحكايات الشعبية في شبه الجزيرة العربية، وتناولت فيها أوضاع وصفات الرجل والمرأة داخل الحكايات الشعبية .
-          المرأة في المجتمع البدوي كمايصورهاالأدب الشعبي : مقال إلكتروني للدكتور سعد الصويان ،ضمن مدونته على الإنترنت ، تناول فيها صورة المرأة ودورها في الشعر والمرويات الشفهية .
      على الرغم من أهمية تلك الدراسات السابقة إلا أنها لم تقدم -في تقديري -صورة عن تصور المرأة للرجل وكيف تمثلته، فجاءت هذه الدراسة للبحث في صورة الرجل في شعر المرأة ، من خلال طرح مجموعة من الأسئلة هي :
1-     ما صور الرجل التي تمثلتها المرأة البدوية الشاعرة في شعرها؟
2-     ما دلالات تلك الصور للرجل في شعر امرأة البادية ؟
3-     ما موقف الرجل من شعر المرأة البدوية ؟

     كانت حدود الدراسة كتاب الأستاذ منديل محمد منديل آل فهيد ((سلسلة من آدابنا الشعبية في شبه الجزيرة العربية ، قصص وأشعار نساء العرب ))، وقد استعان البحث بآليات التحليل والوصف .

      جاء البحث عبارة عن مبحثين اثنين:
-          المبحث الأول : ( البداوة حياة وطباع )
         وتناول مفهوم البداوة ، المجتمع البدوي ، الحياة الاجتماعية في البادية ، شخصية البدوي وصفات البدوية ، وتمَّ عرض مفهوم البدو أنهم جماعة تعيش على الحل والترحال بحثا عن موارد الكلأ والماء ، وتم التطرق على النظام القبلي في البادية ، وأسلوب الضبط الاجتماعي فيها ، ودور الأسرة فيها ، كما تمّ عرض أهم ملامح الشخصية البدوية للرجل والمرأة ، فالرجل : كريم ، وشجاع ، مستعد للغزو ، والمرأة راعية بيتها ، صبورة وعطوفة.
-          المبحث الثاني ( الرجل في شعر المرأة البدوية )
     تناول ثلاثة عناصر ، الرجل موضوعا في أشعار المرأة ، وقد عرضت أن المرأة وجهت الخطاب للرجل في حياتها الاجتماعية ( الأب ، الزوج، الأخ، العم ، ابن العم ، الحبيب ، شيخ القبيلة ) ، ثم عرض البحث دلالات ذلك الخطاب ، بأنه كان بحثا عن الأمان والحماية في صورة انفعالية تدل على حاجة المرأة لذلك ، ثم تناول العنصر الثالث موقف الرجل من شعر المرأة ، حيث تقبله وتعاطف معه من خلال استجابات سلوكية أو الرد بخطاب شعري لمواساتها .
      ثم انتهى البحث إلى خاتمة ، ضمنتها أهم النتائج التي توصل إلها البحث في العرض .

     حاولت الدراسة هذه أن تكشف حالة من أحوال البيئة الصحراوية في شبه الجزيرة من خلال انتاج أدبي نسائي ، ترجو صاحبة البحث أن توفق في الإفادة والإضافة لدراسات هذا الميدان ، والله ولي التوفيق

                                                                                                  25 مايو 2016

    

   









المبحث الأول

البداوة حياة وطباع

أ‌-       مفهوم البداوة
ب‌-  المجتمع البدوي
                                                                          ج- الحياة الاجتماعية
                                                                          د- شخصية البدوي وصفات البدوية
                                                                                                             

                                                                                                             


         سبقت المجتمعات البدوية المجتمعات الحضرية في الوجود ، وكان للمجتمع البدوي حضورا في منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية ، والتي عرفت بقبائلها الكثيرة ، التي تعيش حياة الترحال والتنقل ، وكان لها خصائص اجتماعية وأخلاقية وقيم وعادات ونظم تتلاءم مع حالة البداوة التي تتصف فيها . كانت الحياة البدوية بما يمرّ عليها من معاناة وألم مقسمة الأدوار بين المرأة والرجل ، فالرجل هو الساعي لتوفير حاجات بيته ، وهو المحارب، وهو الذي يبحث عن مواطن الكلأ والماء ، والمرأة هي العاملة في بيتها ، الراعية لماشيتها ، القائمة بالمهام في غياب الزوج . المساندة للرجل في الحرب أحيانا .
أ/ مفهوم البداوة :
                يعد البدو مجموعة صغيرة في تجمعها بالنسبة للحضر ، " والبدو هم مجموعة من الأفراد طبيعة حياتهم العيش في الخيام ، ويقومون بالتجوال من كان لآخر طلبا للعشب والماء "[1]، وعرّف آخرون البداوة بأنها " نمط الحياة القائم على التنقل الدائم للإنسان في طلب المعيشة في مناطق ومراكز مؤقتة لمدة متعلقة بكميات الموارد المعايشة منها المراعي والمياه "[2]. وتعرف البداوة أقدم نظام اجتماعي للحياة للتكيّف مع الظروف الطبيعية الصعبة فهي تعتمد في حياتها على الترحال بما تقتضي    الحالة الجوية التي تنعكس على حياتهم وحياة مواردهم من المواشي ، "ويرى كوستللو أن البداوة تمثل استجابة بيئية أكثر من كونها نمطا للحياة تختلف عن أنماط الحياة المستقرة ، وتعد العائلة الوحدة الاقتصادية الأساسية في المجتمع بما فيها من اكتفاء ذاتي ، كما تعتبر القبيلة الوحدة التي تعلو مجموعة العائلات "[3].ويعرف الدكتور أحمد زكي بدوي البداوة بقوله " يعني فئة من السكان يتميزون بخصائص معينة وسلوك خاص ترسمه البيئة الصحراوية المحيطة بهم ولا تسمح بإقامة حياة سكانية مستقرة " [4].
    تشير التعاريف السابقة إلى صعوبة الحياة البدوية التي تتحكم فيها حالة الجوّ وظروف الطبيعية ،مما تدفع أهل البادية للترحال والتنقل الدائم بحثا عن فرص للحياة والبقاء مع قلة موارد المياه والخصب .
ب/ المجتمع البدوي :
       يقوم المجتمع البدوي في تركيبه على مُكوَّن القبيلة ، وتمثل القبيلة الدرع الآمن للبدوي ، فالقبيلة هي المحور الاجتماعي والسياسي له ، ويعد شيخ القبيلة هو المسؤول عن كيانها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، " وشيخ القبيلة يقوم بعدة واجبات منها إقرار أوقات السلم والحرب ، وعقد الاتفاقيات مع القبائل الأخرى وتعيين مواضع الرعي ومواعد الحل والترحال "[5]
      وعلى رجال القبيلة مسؤولية الدفاع والحماية ، وسلامة الأرض، " وفي حالة عدم إمكانية قبيلة الحفاظ على كيانها الاجتماعي والدفاع عنه تفضل الاندماج مع قبيلة تعد أقرب القبائل نسبا منها"[6]،والقبيلة بناء يتكون من عدة أبنية اجتماعية داخلة فيه هي الفخذ ، والبطون ، والعشيرة . ويكون هناك مجلس للتشاور في أمور القبيلة، يستطيع الرجال حضوره والتحدث فيه .
      الأسرة في المجتمع البدوي هي ما يعيش أفرادها في سكن واحد تربطهم روابط دموية واجتماعية متماسكة قائمة على أفراد تقوم بينهم علاقات الأبوة والزواج ، ويعد الزواج وسيلة لحفظ النوع وإشباع رغبة جنسية بطريقة مشروعة ، تقوم فيها المرأة برعاية الزوج والأبناء ،ويشهد المجتمع البدوي حالة الزواج المبكر بين الفتيان والفتيات لغرض حاجات اجتماعية وإنسانية منها زيادة أفراد القبيلة ، ومنها تقليل الأعباء على كاهل الأب ، وتشهد المجتمعات البدوية حالات الزواج من ابن العم بما يسمى بعادة ( التحجير ) أي منع البنت من زواج بغير ابن عمها ، ويكون هو الأَوْلى بها من غيره ،
       تمثل الأعراف والتقاليد عامل الضبط الاجتماعي ، وتمثل الأسرة أول جهة لممارسة قوى الضبط الاجتماعي ، " ولكل مجتمع نسق من القيم التي تلقى نوعا من الاستجابة بقصد التماسك بين أفراده "[7]. ويرتبط الضبط الاجتماعي داخل الأسرة وعلاقاتها بالسلطة " والسلطة ترتبط بعاملي الدور والمكانة ، فالأب يرعى شؤون الأسرة الاقتصادية والاجتماعية ، وهو صاحب القرار في الأمور المادية ، ويعود له القرار في الأمور الاجتماعية كالزواج ومنح الإذن للنساء بالخروج وتشمل سلطة الأب رجال البيت ونساءه والأطفال وهي سلطة مطلقة "[8]. "كما أن هذه السلطة لها قانونها الخاص في الاحترام حيث "يتدرج احترام السلطة في العائلة من الكبير للصغير فالأصغر يحترم الأكبر ، وتطبق القاعدة نفسها من الإناث حيث تتمتع الام بطاعة البنات وزوجات الأبناء"[9].
              من هنا ، تلحظ الدِّراسة الحاجة لوجود كيان يجتمع حوله الأفراد يبدأ من الأسرة واحترام سلطتها الأبوية، إلى أن يمتد إلى القبيلة الكبيرة واحترام شيخها، ضمن قانون الضبط الاجتماعي الذي يقرّه الجميع داخل الكيان القبلي والأسري فيها فتحقق الحماية والحفاظ على نفسها .
 ج/ الحياة الاجتماعية :
           تتمحور حياة البادية حول أمور تكفل لأفرادها حاجة البقاء والاستمرار دون ترف أو رفاهية ، فالبيت هو بيت الشعر الذي ينقسم إلى رَبْعَة البيت : وهو مكان للرجال ، وقسم ثانٍ هو رَفَّة البيت : مكان المرأة ، وتدور جلّ حياة البدوي حول حيواناته ولاسيما الإبل فهي ليست مجرد وسيلة نقل أو راحلة لحمل المتاع ، بل هي سبب بقائه منها مأكله وشرابه ولباسه ، وإلى جانب الإبل توجد الخيل ولها قيمة كبيرة عند ممتلكها فهي ذات فائدة له لإظهار فروسيته في الحرب والقنص والغزو.
      أما طعام البدو وشرابهم فهو عادة ما يتسم بالقلة والبساطة إذ الاعتماد الكبير على اللبن والتمر ، ومنتوجات الحليب التي تصنعها المرأة عادة من اللبن ، والزبد والسمن .
   د/ صفات الرجل البدوي ، والمرأة البدوية
       يرتبط البدوي في تواجده مع قبيلته ، ويتصف بصفاتها من خلال الضبط الاجتماعي الذي يغرس بعض الصفات اللاشعورية عند أفراده ."فيتصف البدوي بصفات الإباء والشمم والاعتزاز بالنفس ، ولا يقبل الإهانة ، ولا ينسى الإساءة ، شديد التمسك بالانتماء إلى قبيلته فيدافع عنها دفاعا مستميتا"[10]ويمتاز البدوي ببعض الصفات منها " الكرم والفخر ، والشجاعة، فالكرم : واجب أخلاقي ولو كان البدوي في ضنك من العيش ، فإن كان في سخاء قدَّم الجمل وليمةً ، وإن كان في حالة فقر قدَّم اللبن ، والضيّف محل عناية حتى في أوقات المجاعة ".[11]وللفخر مكانة كبيرة عند البدوي حيث يفخر بقبيلته وما تنتهي إليها من جذور ، وشجاعة البدو على درجة عالية من الأهمية " لأنها ضرورية لهم وتدور حولها حياتهم ، وكانت القوة وهي وسيلة المحافظة على أرواحهم وحماية أسرهم وأطفالهم ، ويتنقل البدوي عادة وهو مسلح ومستعد ليلا ونهارا لمواجهة الأحداث "[12].
         من خلال عرض هذه الصفات تجد الدراسة أن البدوي محكوم بصفات تساعده على البقاء مثل الشجاعة والفخر بالقبيلة وإن كانت تجعله محلّ خطر أحيانا ، فحياة البدو تقوم على حفظ المراعي والغزو .
      تتصف المرأة البدوية بمجموعة من الصفات ساعدتها على التكيّف مع بيئتها الصحراء ،وحالات الغزو ،والترحال ، وقلة الموارد ، فهي كما تصورها الحكايات الشعبية " صبور ، عاطفية ، مطيعة ، ومُضحِّية ، وذكيّة ، وحكيمة كما تصفها أنها خجولة تنبذ العنف أسلوب حياة "[13]. ولقسوة الحياة البدوية أثر في شخصية المرأة فهي تعاني من الترحال والتنقل ، وأحيانا " تضطر مجموعة من البدويات إلى الارتحال من دون أزواجهن أو أولادهن إذا كان هناك يمنع عذر يمنع الزوج أو أفراد القبيلة من الرحيل معا ويستغرق هذا الارتحال أياما كثيرة ، ويكون برفقتهن احد الرجال "[14]، أما الغزو فإنه عادة ما يسبب معاناة كبيرة للمرأة البدوية عند فقد الزوج أو الأب ، أو الأخ ، أو الابن ، خصوصا أن الرجل في حياتها  هو المعيل الأول الحامي لها .
     وللمرأة البدوية مع الصحراء علاقة خاصة ، فكثيرا ما تذكر مرابع سكناها وطفولتها ، فهذه "بنت من عتيبة كانت مع قومها بالقرب من مكة المكرمة ،فأخذت تتخيّل منازل قومها الأولى في نجد فأنشدت :
                                    واشوف في نجدٍ طوال النسانيس                    واوحي الحويّر يرضع أمه بعد حن
                                     واشوف جربوعٍ تطقه قرانيس                        عني على قد (النُّويع) إذا  أهون [15]"
فهي تتخيل نجد وما فيها من إبل طويلة الظهر ، وتتخيل صغير الناقة الحوار وهو يرضع من أمه ، وتتخيل الجربوع وقد هوت عليه الصقور عند جبل النويع .
       يسمح الفضاء في الصحراء للمرأة البدوية بحرية التحرك والتنقل عندما ترعى ماشيتها ، أو تقوم بجلب الماء ،أو جمع الحطب ، ولكن هذه الحرية لا تجعلها في حل مما اكتسبته من أعراف القبيلة ، بل تكون أكثر تمسكا بها، " فإن لديها حرصا فائقا على سمعتها ؛ لأن أسوأ ما يحدث لها أن تتناولها الألسن "[16]،  وهذا يعني أنه يستحيل عزل الرجال عن النساء عزلا نهائيا ، " فلا يوجد في الصحراء أسوار ،وبيوت الشعر ليس لها جدران ، وكثيرا من الأعمال الرعوية تؤديها المرأة والرجل جنبا إلى جنب ، لذلك علاقة الرجل والمرأة علاقة تقوم على التفاهم والتعاون والثقة المتبادلة "[17]. وهذا المجتمع المفتوح جعل هناك نوعا من العلاقة بين الفتاة والشاب " فهذا المجتمع الفطري البريء يصبح الحب العفيف وتبادل عبارات المودة والإعجاب بين الفتى والفتاة من الأمور الطبيعية التي ينظر إليها المجتمع بشيء من التفهم والتسامح"[18].
      كثيرا ما تتلفت البنت البدوية لصفات الفارس والشجاع والكريم ، فهي في علاقتها مع الرجل ما تبحث عن مثل هذه الصفات ، " فيكون الغزل النسائي يتمحور حول قيم الفروسية ومعاني الرجولة الكاملة ، ثم إن الفتاة حين تتغزل بفتى احلامها فهي لا تقصد أن تطارحه الغرام وإنما تطمح إلى أن يتزوجها ليستر عورتها ويؤنس وحشتها ويرزقها الله منه الذرية الصالحة"[19]. فالشجاعة عند البدوية أمر مهم وتنظر للرجل الشجاع بعين الإعجاب ، فهي لا تنظر لوسامته أو غناه ، " بل لابد أن يكون شجاعا حاميا للذمار، لا تلين له قناة ، ولا تخفر له ذمة ، فإذا تخلّى عن هذه الصفة زهدت فيه "[20].
      يأتي شعر المرأة معبرا في حال فقدت زوجا أو ابنا او أخا او أبا يملك صفات الشجاعة والكرم والإقدام في الحرب ، فهذه مرثية " قالتها زوجة ابن عروج شيخ بني لام بعدما قتل في أحد غزواتها منها :
                                                لي وابن عمي كل ماجيت بانساه          إلى لا تذكرني مع الذود حايل
                                               لى وابن عم تطرب الهجن لغناه            من كثر ما توحيه صبح وقوايل
                                               لي ابن عمي تنثر السمن يمناه                على الصحون كنهن النثايل
                                               لي ابن عمي كل عذرا تمناه                        عليه ترفات الصبايا الغلايل
                                             ينلاع قلبي كل ما واحيت طرياه                  كما يلوع الطير شبك الحبايل "[21]
        
       فهي تتذكر زوجها ابن عمها ،فكلما حاولت النسيان ذكرتها به ناقته التي كان يغزو بها ، فهو رجل كثير الاسفار على ظهر مطيته، كريم ، تتمناه الفتيات الجميلات ، كلما تتذكره يفزع قلبها كما يفزع الطير الصغير من الشبك عند اصطياده.
      بهذا العرض تلحظ الدراسة ما لقيمة الرجل بأخلاقه الفاضلة ولا سيما الشجاعة والكرم من أثر في شخصية المرأة البدوية ، وبلا شك أن هاتين الخصلتين في الرجل أشبه بصمام أمان للمرأة فهو الرجل الكريم الذي سوف يكرمها ، وهو الرجل الشجاع الذي سوف يحميها ويذود عن قبيلته .













المبحث الثاني

الرجل في شعر المرأة البدوية

1)    تجلي صورةالرجل  في شعر المرأة

2)    دلالات حضور الرجل في الأشعار.

3)    موقف الرجل من خطاب المرأة الشعري






  



          على الرغم من قلة المصادر التي تجمع أشعار النساء وتوثق لها تاريخها زمانا ومكانا، وما يدور حولها ، كما هو الشأن مع أشعار الرجال، الذين نجد لهم دواوين ، وكثير من الكتب التي تناولت شعرهم وقصائدهم . تجد هذه الدراسة قلّت الكتب التي عنيت بأدب المرأة الشعبي ولا سيما الشعر ، فهناك كتاب منديل محمد منديل آل فهيد ، الذي كان الجزء الثاني منه يتحدث عن أشعار وقصص النساء ، ضمن سلسلة من كتابه المعنون باسم ((من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية ))
   
                     هذا الباحث الشعبي وغيره قلة حفظوا أدب المرأة من شعرها وقصصها ، ولكن تلك المحفوظات ما كانت في ورودها في أعمالهم إلا مقطوعات قليلة لا تتجاوز ثمانية أبيات على الأكثر في القصيدة منها أو تكون أقل في حدود البيتين .
        وهذا الكتاب سأعتمده في تحليل الموضوع ( الرجل في شعر المرأة ) ، فماهي الموضوعات التي تناولتها المرأة في حديثها عن الرجل ؟ ،وما دلالات ذلك الطرح ، وكيف تقبل الرجل طرح المرأة ؟.

1)تجلي الرجل  في شعر المرأة :        
                 لقد كان حضور الرجل في شعر المرأة البدوية ، لا يخرج من التالية : مخاطبة الزوج ، أو الأب ، أو العم ، أو ابن العم أو الحبيب .  وكل هؤلاء لهم دور في حياة المرأة الطبيعية ، فالزوج والأب هما المسؤولان عن رعايتها وحمايتها ، والحبيب هو من تجده وتشعر معه بالأمان والارتياح . فجاءت الأشعار تظهر صورة الرجل بهذه المعاني .
              ومن هذه الأمثلة :
زوجة الشريف سلطان راعي الخرمة ، وقد كانت مؤملة وهي صغيرة أن تكون زوجة لابن عمها الفارس الشيخ سعد ، لولا أن زوجوها الشريف سلطان لمعروف أقامه لهم ، فزار سعدُ زوجَها فتذكرت وأنشدت [22]:
حي المراح وحي منهو  مراحه                       امراح من يثني اخلاف الرجاجيل
لا طالعوا  نشر اثقال القاحة                يجيب كسبه من خيار الزعاجيل
قلبي كما طيرٍ يرفرف جناحه                      يبي يطير وشابكته المحابيل
والا كما بنٍ تزايد نجاحه                            عقب النجاح امرجحٍ بالمعاميل   [23]
    فالزوجة تصف رؤيتها لابن عمها وتمدحه لقوته وشجاعته بين الرجال الذي يخيب ظنهم في الغلبة به ، فهو دائم الانتصار عليهم والكسب ، وأن قلبها حين راته أشبه ما يكون بالطير الذي وقع في الشباك يريد الطيران ولا سبيل له ، أو أشبه بالقهوة التي نضجت ترجّ في أداة صنع القهوة .

  وفي المرأة تقول شعرا حزينة على زوجها الذي فارقها وعشق غيرها ، وهي ام الأولاد ، حيث قالت الشاعرة الركيزا زوجة مشعان بن صلال من أمراء الهرشان[24] :
ونيت ونة من اهزال اركابه                  يمشي لهن من حيث يمشن
بين الصليب أو في ذلاذل احرابه          لا بركن في ماقعن ما يثورن
واطيري اللي كل ما قلت أنا به                        كب العلف ثم راح للي يحومن
لا  والله الا جاه طير غدا به                               هذي اسبوقه  في يدي ما يسرن [25]
فالمرأة تبث حزنها على زوجها الذي فارقها للزواج بأخرى ، وتتوجد على فقده حين تقول ( واطيري ) حيث تركها وذهب لغيرها ،فهي تتحسر بقولها ( لا والله الا جاه طير غدا به ) ، ولم يبق لها إلا الحبل في يديها (تقصد الأولاد) .
والمرأة لا تقف في حدود شعرها أن تطلق انفعالاتها وأحاسيسها لذاتها فقط ، بل توجه ذلك الشعر لفرد من أفراد عائلتها ، فالشاعرة غزية بنت أخ الشيخ وطبان معروف بشجاعته ، عندما حضر والدها  الموت أوصى اخاه ألا يجبرها على الزواج ، فخطبها أحد الفرسان الشجعان وهو خلف الفغم ، وكانت قد سمعت بفروسيته فأسرت لأحدهم أن يخبره برغبتها بالزواج منه ، فتزوجها ، وبعد مدة رجعت لزيارة أهلها وكانت قبيلتها على خلاف مع قبيلته  فحجبت عن زوجها ، وقيل ان تعوّض بزوج غيره ، فرفضت ، ووجهت خطابها لعمها قائلة :
يا عم  يا وطبان شفِّي اخلافي        شفي أغلام تذرف السمن يمناه
شفِّي خلف زبن العياد المقافي           زبن الحصان إليا ارتخى سير علياه
بالقيض هفهوف والبرد دافي                 ما هوب هلباج عريض امحقاه
عجز الجمل ينقل جهاز السنافي         ما هوب   ورث اجدود فوده ابيمناه[26]
فهي ترفض اقتراح العم بتزويجها من غيره ، فهي لا تتمنى غير زوجها الكريم المضياف ، الشجاع ، الساعي لرزقه الذي صنعه بيده لا من ورث أ جداد له . فما كان من عمها إلا أن سمح لها بالرجوع إلى زوجها .
وكثيرا ما تفخر المرأة بنسبها وحسبها لما يقوي من شكوتها أمام الآخرين ، فهذه  رفعة أخت طلال بن فريج الشمري قارنها زوجها بإحدى بنات شمر ذات الشعر الطويل ، فردّت عليه[27] :
هربتني  باللي قرونه اطوالي          بنتٍ عفيفة ما بها ما نعدي
لا صار خاله ما يلادي لخالي            ولاجدها يذكر لدى الجدي
أبوي شيخٍ امدلهينه  خوالي               ولا بحلوا بالراي يمه ايردي [28]
فالمرأة تفخر بنسبها فهي خالها وجدها كريمان ، وأبوها شيخ يرد لها الأمر والمشورة .
والمرأة ترفض صورة الرجل الضعيف  الكسول ، ولا تتقبله ، فهي تحب أن تشتهر ان تكون أخت فارس ، أو زوجة لشجاع ، وكثيرا ما كان يقتل زوج المرأة فيتقدم اخوه لزواج بها ، فتقبل ظنا أن فعله مثل فعل زوجها الأول ، وما عن يثبت العكس لها حتى تطلق انفعالاتها قصيدة تبث ألمها ووجعها من ذلك ، حيث تقول زوجة ابن عروج في لاميتها معيبة زوجها الثاني وأنه لا يشبه أخاه بقولها [29]:
أخذت أخوه أبي العوض ذاك من ذاه     والبيت واحد من كبار الحمايل
عندي مثيله واحد كنه إياه                            عليه من تواصيف خلي مثايل
الزول زوله والحلايا حلاياه                           والفعل ماهو فعل وافي الخصايل [30]
وغيرها من الأشعار التي تخاطب فيها المرأة وتظهر مشاعرها تجاه الرجل القوي الشجاع الكريم ذو الصفات البدوية التي تتمناها كل امرأة في زوجها أو أخيها أو حبيبها ، فهي لا تخجل أن توجه شعرها العفيف لحبيبها ذو الصفات البطولية ، ولا أن تسأل شيخ القبيلة عن زوجها ماذا حصل له في المعركة ، وتبكي الفتاة حبيبا اختارته زوجا لها لما فيه من خصال حميدة ولكن الموت يعجل به .
           من خلال عرض هذه النماذج يتبن لنا صورة الرجل الذي تنشده المرأة البدوية ، فهو الرجل الشجاع الكريم ، ذو الخصال الفاضلة ، الذي يحارب ، ويتعب راحلته من كثرة الغزو . وهي ذاتها الصفات التي يتصف بها البدوي كم عرضنا في القسم الأول .

2)  دلالات حضور الرجل في الأشعار:
           المجتمع البدوي قائم على علاقة الرجل بالمرأة فهما الطرفان اللذان تستند عليها مهام القبيلة ، فالرجل مستعد دائما للقتال والدفاع والحماية ، أي الغياب ، والمرأة تدرك ذلك جيدا أن أباها أو زوجها أو أخاها ما إن يذهب قد لا يعود ، وحالة عدم الاستقرار التي تتماز بها حياتها القاسية ، هي تدرك أهمية الرجل في حياتها الذي يساعدها على مواجهة تلك المصاعب ، وما اختيارها ورغبتها وحبها للرجل الشجاع القوي والكريم إلا رغبة في مواجهة هذه الظروف . أغلب صور الحضور للرجل في أشعار المرأة أيا كان هذا الرجل في حياتها فهي تتحدث عن خصال كريمة ، وأفعال الشجعان ، وإكرام الضيف ، وكل هذه الصفات تقوّي المرأة وتجعلها في مأمن في كنف رجل قادر على مساعدتها في تحمل قساوة الحياة الطبيعية . فالمرأة بحاجة للشعور بالأمان ونبذ الخوف ، تحتاج لقوة تبقيها لا تضعفها وتسبب انكماشها .
          جاء شعر المرأة من خلال النماذج المعروضة لصور تجلي الرجل ، نتيجة "الدوافع النفسية التي تدفع الإنسان إلى الإنتاج الفني بصفة عامة وإلأدبي خاصة  "[31]، فالمرأة البدوية من خلال شعرها تظهر عاطفة التعلق وانفعال حول شخص الرجل والذي " تتكون العاطفة من تكرار اتصال الفرد بموضوع العاطفة في مواقف مختلفة ، ترضي فيه دوافع مختلفة وتثير في النفس مشاعر سارة لذيذة ، أو تحبط لديه بعض الدوافع وتثير في نفسه مشاعر مؤلمة مريرة"[32].

          ففي قول زوجة ابن عروج السابق تقول:
                                                            أخذت أخوه أبي العوض ذاك من ذاه          والبيت واحد من كبار الحمايل
عندي مثيله واحد كنه إياه                            عليه من تواصيف خلي مثايل
الزول زوله والحلايا حلاياه                           والفعل ماهو فعل وافي الخصايل [33]

فهي تريد تعويض حالة الفقد التي تشعر بها بعد زوجها ، ولحاجتها الانفعالية التي كانت تشعر بها مع زوجها الفقيد ، اقترنت بأخيه عله يعوضها ذلك الفقد ، ولكن لم يكن لما تريد . فالشاعرة هنا تشعر بالألم والنقص والحاجة وتريد سد ذلك وإخماد الانفعال المؤلم الذي تشعر به .
      وقبلها امرأة ترفض عرض عمها بالزواج من غير زوجها ، حيث قالت كما ذكر في البحث سابقا :
                                                                   يا عم  يا وطبان شفِّي اخلافي            شفي أغلام تذرف السمن يمناه
شفِّي خلف زبن العياد المقافي                  زبن الحصان إليا ارتخى سير علياه
بالقيض هفهوف والبرد دافي                 ما هوب هلباج عريض امحقاه
عجز الجمل ينقل جهاز السنافي                  ما هوب   ورث اجدود فوده ابيمناه[34]
فالمرأة لاتذكر حبها لزوجها من غرام ولوعة ، بل تخص حبها له بما يمتاز من صفات أصيلة ، فالشجاعة الكرم ، والسعي تجعلها تتمسك به ، ومثل هذه الصفات بلا شك تحقق الأمان للمرأة وتحولها من حال القلق إلى حال الطمأنينة .
  فالمرأة التي يغيب عنها زوجها في المعركة ولا يرجع يبدأ يعتريها الخوف وتسأل عنه ، سؤال الخائف عن المُأمِّن له ، وفي هذا سؤال المرأة عن زوجها لشيخ القبيلة وقد عاد الفرسان من دون زوجها والقلق يحيط بها والأمنية ترتجيها[35] :
                                                  يا عقاب يا حبس الضعن باللقا الشين                    ياللي حريبك بالهزيمة اممنّا
                                                 عنيت ذيب الخيل يوم الأكاوين                                 نور العيون ابغيبة الشمس عنّا
                                              هو سالم ٍ والا رموه المعادين                                       يا عقاب خبرني تراي اتمنّا [36]
         بعد هذا العرض تجد الدراسة أن حضور الرجل هو حاجة نفسية عند المرأة فهو صمام أمان وملاذ راحة ، واطمئنان لها ، وهي وإن تصف الاخلاق والصفات التي يكون بها الرجل ، إنما تصف أسباب الأمان والراحة والقوة التي تحميها . والتي كما ذكر البحث صفات البدوي التي تساعده على التكيّف مع البيئة ، فالرجل رمز للأمان والسكينة للمرأة والقوة التي تعتمد عليها . فجاءت التركيز على الصفات لا على  الهيئة الشكلية التي لا تلتفت إليها المرأة البدوية كمعيار لاختيار الزوج .
    يبقى السؤال الأخير هو : ما موقف الرجل البدوي من صوت المرأة الشعري وهو الذي يتصف بالقوة والصلابة ؟ هل تقبل شعر المرأة العنصر الضعيف ؟ هل أدرك مغزى قولها الشعري ؟
3)موقف الرجل من خطاب المرأة الشعري :
           على الرغم من أن مكانة المرأة تالية للرجل في المجتمع البدوي ، فالرجل يحتلّ موقع المسؤولية والحماية للأسرة ، تأتي المرأة بدور الرعاية والاعتناء وفق دور الأسري أما أو أختا أو زوجة.  ومع هذا الترتيب في السلم الاجتماعي إلا "أن العلاقة بينهما قائمة على التفاهم والتعاون والتراحم "[37].  كما يظهر الرجل في الحكايات الشعبية صورة الأخ البار بأخته ، والابن البارّ بأمه ن والأب المحب لابنته ، إلا ما شذّ من بعض الحكايات التي تخالف فيها المرأة زوجها أو تتجاوز الابنة أباها او أخاها حينها تتبدل صورة التوافق إلى التشاحن والاختلاف [38].
           كان استقبال الرجل خطاب المرأة بصورها الاجتماعية المختلفة ( أما ، أو زوجة ، أو ابنة ، أو أختا ) استقبال المفكر في مغزى حديثها ، فالمرأة البدوية بطبعها خجولة قليلة الكلام ، وهي من الصفات التي أشير إليها ، مما يعني أن حديثها بالضرورة سيكون لشيء هام دفعها إليه ، وهذا – حسب تقديري – يجعل البدوي الرجل أن يفكر بجوار رحمته وخوفه عليها .
          فالرجل عند حضوره خطاب المرأة الشعري يحاول أن يحققَّ لها ما تطلب، أو أن يتأخّر ليتأكد من صدق ما تقول ، فالمرأة التي تطلب من عمها طلاقها من ابنه ، يقدم عمها على موافقتها وتلبية رغبتها ، وكيف لا وهي تزهد في الرجل الخامل الذي لا رجاء فيه ، فقالت لعمها وهي اليتيمة عنده :              
                                            يا عم طلقني من ابنك كما  أنه                   رقود الضحى ما هو العيني يشوقها [39]  [40]
فالمرأة تطلب الطلاق من ابن عمها وهي اليتيمة ، لا لسبب إلا أنه خامل ، والمرأة تزهد بذلك ، والسبب حاجتها للأمان والحماية .
    ويزيد الرجل في الاستجابة لنداء المرأة عند سؤالها عن زوجها الفقيد في الحرب ، فيجيبها شيخ القبيلة شعرا قائلا :
                                          يا بنت يا اللي عن حليلك تسالين                           حنا لنا حيٍّ يسالون عنّا
                    إلى قوله  :      منا حليلك طاح بين المثارين                                   في ديرة فيها الأوضيحي تثنا
                                         ومنهم جدعنا عند شوقك ثلاثين                              كم خيّرٍ من شَلْف ربعي يونّا [41]  [42]
بعد هذا العرض ،ألحظ أن الرجل البدوي يحترم خطاب المرأة وقولها ويسمع له، وهو بلا شك جزء من احترامه لها . وإن كانت هناك حالات تشير إلى غير ذلك ، كأن يطلق الرجل زوجته لأنها أنشدت فيه شعرا ، ولعل ذلك – حسب تقديري – حرصه على محارمه وعدم رغبته في شيوع أسمائهم أو ذكرهن على الألسن .

الخاتمة :
               بعد عرض البحث لخطاب المرأة البدوية الشعري ، تجد الباحثة أن ذلك الخطاب كان يلامس حاجات نفسية خاصة ، فهي امرأة تتعرض في حياتها لحال التنقل والترحال ، وقساوة الحياة الصحراوية وظروفها الجوية المتطرفة أحيانا، كما أنها تعيش أوقات في انتظار وترقب من موت معيلها في الحرب ، كل هذه الأسباب أفرزت – حسب وجهة نظري – خطاب المرأة البدوية ، وهي تركز في على الرجل إنما كان تركيزا على عامل البقاء والحياة لها ، فهي لم تطرح مسألة الغرام ولا وسامة الرجل بل إنها كانت تلبس الرجل ملابس الشجاعة والكرم والبأس عندما كانت تتجلى صورته في شعره . فالحاجة النفسية للأمن والحماية جعلت المرأة الخجولة الصامتة تتكلم .
              ذلك الخطاب الذي وجه للرجل القريب والمسؤول عنها فهي توجهه لأبيها ، أو عمها ، أو زوجها ، أو حبيبها، أو حبيبها أو شيخ القبيلة
              أمام هذا الخطاب الأنثوي الفطري ، تجد الباحثة تفهما ذكوريا له ، فلم يمقته أو ينكر على صاحبته ، بل تجاوب معه ملبيا رغبتها حينا ، متعاطفا حينا أخرى ، وقلّ أن أنكر عليها قولها .
              وتدعو الدراسة  للمزيد من البحث في شعر المرأة البدوية  ، كما تدعو لدراسة مقارنة للقول الشعري عند المرأة الحضرية للوقوف على أوجه التشابه والاختلاف .

















المراجع
الكتب :
       البشر ،بدرية : نجد قبل النفط، دراسة سسيولوجية تحليلية للحكايات الشعبية .جداول، لبنان، ط1 ، 2013
       الحربي ، دلال : المرأة في نجد ، دارة الملك عبدالعزيز، الرياض ، ط1، 1432
       آل فهيد ، منديل محمد : سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية ج2، مطابع نجد ، الرياض ، ط3، سنة 1999
      عزيز، شكري ماضي : في نظرية الأدب ، المؤسسة العربية للنشر والتوزيع ، لبنان، ط4 ، 2013،
المقالات العلمية :
            حطيم، علي حسين : التنظيم الاجتماعي لنظم القبيلة البدوية ، مجلة كلية الآداب ، بغداد ، 2015
            حمدان ، سعيد ناصر : دور المرأة البدوية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية رؤية من واقع المملكة العربية السعودية ، مجلة كلية الآداب     ،طنطا ،مصر ،2005
المقالات الألكترونية :
     الصويان ، سعد : مقال : المراة في المجتمع البدوي كما يصورها الأدب الشعبي : www.saadsowayan.com



[1] حطيم، علي حسين : التنظيم الاجتماعي لنظم القبيلة البدوية ، مجلة كلية الآداب ، بغداد ، 2015، ص526
[2] المرجع نفسه ، ص527
[3] حمدان ، سعيد ناصر : دور المرأة البدوية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية رؤية من واقع المملكة العربية السعودية ، مجلة كلية الآداب ،طنطا ،مصر ،2005،ص593
[4] المرجع نفسه ، ص 594
[5] حطيم، علي حسين : التنظيم الاجتماعي لنظم القبيلة، ص 530
[6] المرجع نفسه ، ص نفسها
[7] حطيم، علي حسين : التنظيم الاجتماعي لنظم القبيلة، ص 535
[8] البشر ،بدرية : نجد قبل النفط، دراسة سسيولوجية تحليلية للحكايات الشعبية .جداول، لبنان، ط1 ، 2013،ص 200
[9] المرجع نفسه ، ص 202
[10] الحربي ، دلال : المرأة في نجد ، دارة الملك عبدالعزيز، الرياض ، ط1، 1432، ص 50
[11] المرجع نفسه ، ص 50،51
[12] المرجع نفسه ، ص 52
[13] المرجع نفسه ، ص 74
[15] النسانيس: الجمال طويلة الظهر ، أوحي : أنظر وادرك ، تطقه : تصيده ، النويع : اسم جبل يقع في الشمال غرب الرس غي غرب القصيم
[16] المرجع السابق ، ص 82
[17] الصويان ، سعد : مقال : المراة في المجتمع البدوي كما يصورها الأدب الشعبي : www.saadsowayan.com
[18] المرجع السابق نفسه.
[19] المرجع نفسه .
[20] الحربي ، دلال : المرأة في نجد، ص 84
[21] الصويان ، سعد : مقال : المرأة في المجتمع البدوي كما يصورها الأدب الشعبي : www.saadsowayan.com
[22] آل فهيد ، منديل محمد : سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية ج2، مطابع نجد ، الرياض ، ط3، سنة 1999، ص 30
[23] المراح : المكان ، الرجاجيل : الرجال ، يبي : يريد ، المحابيل : حبال الشباك ، بن : حبوب القهوة ، المعاميل : أدوات طبخ للقهوة.
[24] آل فهيد ، منديل محمد : سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية ج2، ص 40
[25] اهزال اركابه : الإبل الهزيلة المتعبة ، الصليب : موقع في منطقة الصمان ، لا بركن : إن بركت الإبل ، ماقعن : مكان (من موقع ) ، غدا  به : ذهب به ، اسبوقه : الحبل الصغير الذي يربط في رجل الطير
[26] شفي : رغبتي ، فوده : فائدته يعني ماله .، السنافي : الرجل ذو الاخلاق الكريمة .
[27] آل فهيد ، منديل محمد : سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية ج2، ص 55
[28] هبرتني : عيرتني ، يلادي : يقارن ، ابحلوا : فكروا ، يمه : صوبه ، ايردي : يرجع إليه .
[29] آل فهيد ، منديل محمد : سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية ج2، ص 75
[30] الحمايل : القبائل ، كنّه: كأنه ، الحلايا : الأوصاف
[31] عزيز، شكري ماضي : في نظرية الأدب ، المؤسسة العربية للنشر والتوزيع ، لبنان، ط4 ، 2013، ص 126
[32] المرجع نفسه ، ص 132
[33] الحمايل : القبائل ، كنّه: كأنه ، الحلايا : الأوصاف
[34] شفي : رغبتي ، فوده : فائدته يعني ماله .، السنافي : الرجل ذو الاخلاق الكريمة .
[35] آل فهيد ، منديل محمد : سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية ج2، ص 81
[36] عقاب : عقاب العواجي شيخ القبيلة ، حبس الضعن : مسيطر على إبل الجيش ، اللقاء الشين : المعارك ، حريبك : غريمك في الحرب ، اممنا: نهاية الخسارة ، عنيت : أقصد ، الاكاوين : اسم المكان ، تراي : أرغب ، اتمنا : أتمنى أنه حيّ.
[37] الحربي ، دلال : المرأة في نجد ، ص 108
[38] للمزيد ينظر : البشر ،بدرية : نجد قبل النفط، دراسة سسيولوجية تحليلية للحكايات الشعبية.
[39] آل فهيد ، منديل محمد : سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية ج2، ص 70
[40] العيني : لعيني ، يشوقها : لا يعظم فيها.
[41] آل فهيد ، منديل محمد : سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية ج2، ص 82
[42] حليلك : زوجك ، يسالون : يسألون ، الأوضيحي : حيوان المها العربي ، جدعنا : الجدع قطع الانوف ، شوقك : أي زوجك ، خيّرٍ : مقاتل شجاع ، شلف : أداة حادة تشبه الرمح ولكنها أصغر ، يوَّنا : يشتكي من الألم ويظهر الأنين .